فصل: باب ما يكره من الإضرار بالناس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مساوي الأخلاق



.باب ما يكره من الإضرار بالناس:

583- حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة، عن أبي هرمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ضار مسلما ضار الله به، ومن شاق مسلما شاق الله عليه».
584- حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن زيد، ثنا واصل مولى أبي عيينة، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: كان لسمرة بن جندب عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار، فكان مع الأنصاري أهله في الحائط، فكان سمرة يجيء فيدخل عليهم، فيؤذيهم ذلك، ويشق عليهم، وإن الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأرسل إلى سمرة، فطلب إليه أن يبيعه، فأبى، فطلب إليه أن ينقله فأبى، قال: «فهبها له، ولك مثلها في الجنة». فأبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مضار». ثم قال للأنصاري: «اذهب فاقلع نخله».
585- حدثنا علي بن حرب، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا الأعمش، عن أبي يحيى مولى جعدة، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، فلانة تصوم النهار، وتقوم الليل، وتؤذي جيرانها. قال: «هي في النار». قالوا: فلانة تصلي المكتوبات، وتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها؟ قال: «هي في الجنة».
586- حدثنا بنان بن سليمان الدقاق، ثنا عبيد الله بن موسى، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي لبابة، عن أم سلمة قالت: بينما أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في لحاف، إذ دخلت شاة لجار لنا، فأخذت قرصا من تحت ستر لنا، فقمت إليها، فأخذته من بين لحييها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا قليل من أذى الجار».

.باب ما جاء في ظلم الناس، والتعدي عليهم من الذم، وما يعقبان من سخط الله وغضبه:

587- حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا سعدان بن بشر، ثنا أبو مجاهد، قال: ثنا أبو مدلة مولى عائشة رضي الله عنها، قال: ثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السموات، ويقول لها الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».
588- حدثنا حماد بن الحسن، ثنا أبو داود الطيالسي، عن أبي معشر المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا، ففجوره على نفسه».
589- حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه وماله، فليتحلله اليوم، قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار، ولا درهم، فإن كان له عمل صالح، أخذ له منه بقدر مظلمته، وإلا أخذ من سيئات صاحبه، فحملت عليه».
590- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب (ح) وحدثنا علي بن زيد الفرائضي، حدثنا أبو يعقوب الحنيني، قالا: ثنا داود بن قيس، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»، حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا موسى بن هارون، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
591- حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ثنا سعيد بن منصور، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة».
592- حدثنا حماد بن الحسن أبو عبيد الله الوراق، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الله، وإياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة».
593- حدثنا الحسن بن يزيد الجصاص، ثنا أبو سلمة حماد بن سلمة، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن معبد، قال: حدثتني أسماء بنت عميس، أن جعفرا جاءها إذ هم بأرض الحبشة، وهو يبكي، فقلت: ما شأنك؟ فقال: رأيت شابا جسيما مترفا من الحبشة، مر على امرأة، فطرح دقيقا كان معها، فنسفته الريح. فقالت: أكلك إلى يوم يجلس الملك على الكرسي، فيأخذ للمظلوم من الظالم.
594- حدثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثنا عبد الله بن إدريس الأودي، ثنا شعبة، ثنا منصور، قال: سألنا إبراهيم النخعي، عن الحجاج، فقال: ألم يقل الله: {ألا لعنة الله على الظالمين}.
595- حدثنا نصر بن داود، ثنا يحيى بن يوسف الزمي، ثنا أبو المليح، قال: قال ميمون بن مهران: في قوله تبارك وتعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون}، قال: تعزية للمظلوم، ووعيد للظالم حدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا يحيى بن يوسف الزمي، ثنا أبو المليح قال: قال ميمون بن مهران: الظالم، والمعين على الظلم، والمحب له سواء.
596- حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، ثنا زيد بن الحباب، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: احتبس سليمان بن داود عليهما السلام ثلاثة أيام، لا يخرج إلى الناس، فأوحى الله إليه أنك جلست ثلاثة أيام لا تخرج إلى الناس، فتنصف مظلوما من ظالم. قال: فعوقب، فذهب ملكه.
597- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا عمرو بن عون الواسطي، ثنا خالد بن عبد الله الطحان، عن الحسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من منع بباطله حقا، فقد برئت منه ذمة الله، وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم».
598- حدثنا نصر بن داود، ثنا سعد بن عبد الحميد، حدثني عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله، ثنا خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن جده خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام، يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي، لأنصرنك ولو بعد حين».
599- حدثنا علي بن حرب، ثنا وكيع، ثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المسافر، ودعوة الوالد، ودعوة المظلوم».
600- حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمار بن محمد، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الظالم ما استطعتم، فإن الرجل يجيء يوم القيامة بحسنات يرى أنها ستنجيه، فما يزال عند ذلك، يقول: إن لفلان قبلي مظلمة، فيقال: امحوا من حسناته، فما يبقى له حسنة. ومثل ذلك كمثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض، ليس معهم حطب، فتفرق القوم فاحتطبوا للنار، وأنضجوا ما أرادوا، وذلك مثل الذنوب».
601- حدثنا أحمد بن محمد بن غالب بن مرداس البصري، ثنا شيبان بن فروخ الأيلي، وهدبة بن خالد، قالا: ثنا همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل، أن جابر بن عبد الله الأنصاري، حدثه قال: بلغني عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أسمعه منه، فابتعت بعيرا، وشددت عليه رحلي، وسرت إليه شهرا، حتى أتيت الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري، فأرسلت إليه أن جابرا على الباب، قال: فمضى إليه الرسول فخرج إلي فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المظالم، لم أسمعه منه، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الله العباد،- أو قال الناس- وأومأ بيده إلى الشام، عراة غرلا بهما»، قلت: ما بهما؟ قال: ليس معهم شيء. قال: «فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار، وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، حتى اللطمة». قلنا: وكيف، وإنما يأتون عراة غرلا بهما؟ قال: «بالحسنات والسيئات».
602- حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثني عباد بن شيبة، عن سعيد بن أنس، عن أنس بن مالك قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، إذ ضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما الذي أضحكك؟ قال: «رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة، فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من هذا. فقال الله تبارك وتعالى: رد على أخيك مظلمته. فقال: يا رب لم يبق من حسناتي شيء. فقال: يا رب، فيحمل عني من أوزاري». قال: ثم فاضت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، ثم قال: «إن ذاك ليوم عظيم، يوم يحتاج الناس إلى من يحمل عنهم من أوزارهم».
603- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك، ثنا أبو بكر الهذلي، عن الشعبي، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع بصره إلى السماء، ثم قال: «اللهم إني أعوذ بك في هذا اليوم من أن أزل، أو أضل، أو أجهل، أو يجهل علي، أو أظلم أو أظلم».
604- حدثنا عباس الترقفي، ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال تبارك وتعالى: إنى حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم».
605- حدثنا عباس بن محمد، ثنا روح بن عبادة، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخلص المؤمنون يوم القيامة عن النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض، مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسي بيده، لأحدهم أهدى إلى منزله من منزله كان في الدنيا، فكان يقال ما يشبه بهم إلا أهل جمعة حين انصرفوا من جمعتهم».
606- حدثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا منصور بن أبي الأسود، ثنا صالح بن حسان النضري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي، اتق دعوة المظلوم، وإنما يسأل الله، وإن الله لن يضيع لذي حق حقه».
607- حدثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الترمذي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى، قال: «إني حرمت الظلم على عبادي، ألا فلا تظالموا، وكل بني آدم يخطئ بالليل والنهار، ثم يستغفروني، فأغفر لهم، ولا أبالي».
608- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا هارون بن معروف، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا إذا رأوا الظلم في بلدة خرجوا منها إلى غيرها.
609- حدثنا علي بن حرب، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن طلحة بن عمرو: {فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم}، قال: عذابا مثل عذاب أصحابهم.
610- حدثنا علي بن حرب، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة، أنه كان يقول: ذنب يغفر، وذنب لا يغفر، وذنب مجازى به. فأما الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذي يغفر فظلمك لنفسك، وأما الذي يجازى به فظلمك أخاك.
611- حدثنا علي بن حرب، ثنا محمد بن عبيد، عن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن شيخ، من أهل مكة، أنه أبصر عمر رضي الله عنه، وهو خارج من الباب الذي يلي الصفا، فقامت إليه جارية، فقالت: يا أمير المؤمنين، إني أعوذ بك من الظلم. قال: وما لك؟ قالت: عذبني سيدي على الجمر، حتى أحرق مقعدتي. فأرسل إلى سيدها، فقال: أعجزت أن تعذبها إلا بعذاب الله؟ لو كنت أقيد عبدا من سيده لأقدتها. فضربه مائة سوط، وأعتق الجارية.
612- حدثنا نصر بن داود، ثنا أبو ظفر، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن المعلى بن زياد القردوسي، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي، أو لن أشفع لهما: أمير ظلوم غشوم عسوف، وكل غال مارق».
613- حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد، ثنا حفص بن واقد العلاف، ثنا نصر بن طريف، عن عمران، عن عمرو البكالي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كفى بك ظلما أن لا تزال مخاصما».
614- حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الوزان، ثنا محمد بن عقبة، ثنا محمد بن القاسم الأسدي، حدثني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، في قوله تبارك وتعالى: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} قال: وأهلها ينصف بعضهم بعضا.
615- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة،- لا أعلمه إلا رفعه،-، قال: «أسرعوا بجنائزكم، فإن كانت صالحة عجلتموها إلى الخير، وإن كانت ظالمة استرحتم منها، ووضعتموها عن رقابكم».
616- حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، ثنا عيسى بن إبراهيم الشعيري، ثنا عبد القاهر بن السري، ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة أن يغفر لهم، فأكثر الدعاء، فأجابه الله عز وجل: إني قد فعلت، إلا ظلم بعضهم بعضا، فإنه لابد من القصاص.
617- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ثنا عبيد الله بن موسى (ح) وحدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا محمد بن كثير، كلهم عن سفيان الثوري، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن الحسن بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم أمتي لا يقولون للظالم: أنت ظالم، فقد تودع منهم».
618- حدثنا إسماعيل بن حمد بن معاوية بن بكر الباهلي، عن أبيه، عن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يقول، وقد ذكر جور عامل من العمال: والله لئن عزوا بالظلم في الدنيا، ليذلن بالعدل في الآخرة، ولقليل فان خير من كثير باق ورضوا، وإنما يكون العدم يوم يكون الندم.
619- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا خلف بن تميم البجلي أبو عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس: أن ملكا من الملوك خرج يسير في مملكته، وهو مستخف من الناس، فنزل على رجل له بقرة، فراحت عليه تلك البقرة، فحلبت، فإذا حلابها مقدار ثلاثين بقرة. قال: فأعجب الملك بها، وقال: ما صلحت هذه إلا أن تكون لي، فإذا صرت إلى موضعي، بعثت إليه فأخذتها. قال: وأقام إلى الغد، فغدت البقرة إلى مرعاها، ثم راحت فحلبت، فإذا حلابها قد نقص عن النصف، وجاء حلاب خمس عشرة بقرة. قال: فدعا الملك ربها، فقال له: هل رعت في غير مرعاها بالأمس، أو شربت في غير مشربها بالأمس؟ قال: ما رعت في غير مرعاها بالأمس، ولا شربت في غير مشربها بالأمس. قال: ما بال لبنها قد نقص؟ قال: يشبه أن يكون الملك قد هم بأخذها. فقال له الملك: وأنت من أين يعرفك الملك؟ فقال له: هو كما أقول لك، فإن الملك إذا ظلم، أو هم بظلم ذهبت البركة، أو قال: ارتفعت البركة. قال: فعاهد الملك ربه في نفسه أن لا يأخذها، ولا تكون له في ملك أبدا. قال: وأقام الغد، ثم غدت البقرة إلى مرعاها، فحلبت، فإذا حلابها قد عاد إلى ما كان. قال: فدعا صاحبها، فقال له: هل رعت بقرتك في غير مرعاها بالأمس؟ أو شربت في غير مشربها بالأمس قال: لا. قال: فما بال لبنها قد عاد؟ قال: يشبه أن يكون الملك قد هم بالعدل. قال: فاعتبر الملك، وقال: لا جرم، ولأعدلن، ولأكونن على أفضل من ذلك. أو نحو هذا.